علم التنمية البشرية وهم ام حقيقة ؟- كريم الشاذلي


Karim Alshazley's Profile Photo
مذ ظهر علم النفس قبل قرن ونيف تقريباً وهو للأسف الشديد محاط دائماً بصورة غامضة هلامية، ظل الناس ينظرون إلى هذا التخصص نظرة غير محببة، حتى مع الفتوحات التي تحققت منذ ثلاثينات القرن الماضي، وظهور العديد من المدارس، إلا أن الطبيب أو المستشار النفسي ظل مرتبطاً في الذهن بالجنون أو اللوثة العقلية، جهود تقريب هذا المجال للناس لم تكن كبيرة وفاعلة، وبالتالي لم يهبط هذا العلم إلى واقع الناس ويفسر لهم مشاكلهم، أو يعطهم روشتة للعلاج، أنا هنا أتحدث عني وعنك، عن الملايين الذين يضربهم الإحباط، والاضطراب، وانعدام الثقة بالنفس، والتوتر.

حتى جائت التنمية الذاتية، لا يمكن لمتابع أن يهمل الفارق الذي صنعه هذا المجال في وعي الناس، وحثهم على الاعتراف بمشاكلهم النفسية، ودفعهم إلى البحث عن حل ينقذهم مما هم فيه.

الآلاف التي تكتظ بهم قاعات المحاضرات يمكن أن تلفت إنتباهنا إلى أن الناس ـ والشباب خاصة ـ صار واعياً بمشاكله النفسيه، متعطشاً لمن يقدم له الحل، كنا نتمنى أن يقوم بهذا الدور أساتذة واستشاريين وعلماء نفس، هؤلاء الذين كنا ننتظر منهم الكثير لا يجب عليهم أن يكتفوا فقط بالنقد والسخرية وتوجيه الاتهام إلى العاميلن بمجال التنمية الذاتية بأنهم نصابون، عليهم أن يقوموا بدورهم الحقيقي، ويهبطوا من مكاتبهم المكيفة، لأن الحالة النفسية والاجتماعية للمجتمع سيئة بشكل هم أول من يدركون خطورته، والذي لن تحله مؤلفاتهم المليئة بالمصطلحات، ولا مؤتمراهم التي تقام في الفنادق ذات الخمس نجوم.


تعليقات